Spread the love

الجامع الكبير (الجامع الفاطمي ) بالمهدية

 

الجامع الفاطمي بالمهدية – الجامع الكبير

بطاقة تعريف الجامع :

الاسم : الجامع الكبير في المَهدية

المكان : تونس، المهدية

تاريخ/حقبة الإنشاء : القرن العاشر

مستلزمات الإنشاء : حجر ورخام

الديكور المعماري : نحت على الحجر

المرسل إليه / الوكيل : الخليفة المهدي (حكم بين 909 و 934)

الحجم : طول: 55 متر ؛ عرض: 75 متر

 

الجامع الكبير في المهدية عاصمة الدولة الفاطمية، ذو طراز فريد. فهو كالقلعة، يستند جداره القبلي إلى السور البحري للمدينة، وقد تلطمته الأمواج حتى تصدع محرابه العتيق. وقد عرف أحداثا فيها أحرق وهُدّم وأعيد بناؤه مرارا ويتجلى ذلك في بقايا محرابه. يشتمل اليوم على قسمين: قسم وقع تجديده كليا ويتمثل في بيت الصلاة مع الرواقين الشرقي والغربي، وقسم آخر يتمثل في الرواق الجوفي والواجهة الجوفية اللذان بقيا على شكلهما الأصلي الراجع إلى عهد التأسيس. عرف بعد الاستقلال عدة تحسينات شملت المنبر الذي استعملت فيه النقوش والزخارف.

تاريخ المبنى

بداية أعمال البناء عام 303 هجري/ 916 ميلادي

الفترة/الأسرة الحاكمة

الفترة الفاطميّة-الزيريّة (بداية العهد: 297 / 910)

راعي المبنى:

الخليفة الفاطمي المهدي.

شُيِّد جامع المهدية الكبير على نتوء صخري. وقد شُرع ببنائه سنة 916 في عهد الخليفة الفاطمي المَهدي (حكم بين 909 و 934). ولم يتبقّ من ذلك العصر سوى المدخل والرواق الشمالي في الفناء. وبُني كل ما عدا ذلك خلال عمليات الترميم التي جرت في الستينيات.

يتألف المدخل البارز من قوس مكسور متجاوز مستندٍ على عِضاضتَين. وصُمِّمَت واجهة المدخل الخارجية بطابقَين من الكُوّات ذات الأقواس المتجاوزة تفصل بينها زخارف ناتئة. في المنطقة السفلى أتت الكُوّات مسطحة بينما اتخذت شكلاً نصف اسطواني في الأعلى.

هذا المدخل هو أقدم مثال على المداخل البارزة في العمارة الدينية المغاربية. وهو يذكِّرنا بأقواس النصر الرومانية ومداخل الحصون الأموية. وهو عابقٌ بالقيم الرمزية والروحية للمذهب الشيعي[1].(شَكلُ هذا المدخل والدهليز المُقنطَر الذي يليه وصولاً إلى قاعة الصلاة، لا سابق له في العمارة الإسلامية. ويظن عدد من علماء تاريخ الفنون، وهم على حق في ذلك، أن هذه الميزة مرتبطة بالأهمية الكبيرة التي يوليها المذهب الشيعي للإمام الذي يعبر هذا الممرّ). وقد احتُذي حذوُ هذا المثال في العمارة الفاطمية في مصر[2] واستُعير في عدد من الجوامع التي شُيّدت في عهد دولة الموحّدين[3]. أما استعمال الكُوّات كعناصر زخرفية فقد اقتُبس من العمارة الأغالبية والعباسية[4]. إلا أنها استُعملَت هنا لأول مرة في تونس أفريقية، لتنتشر لاحقاً في أرجاء المنطقة[5]. كما نجدها على واجهات أبنية مدينة باليرمو[6] في صقلية التي تعود إلى عهد المسلمين ثم النورمانديين. وانتقلت هذه الزخرفة من صقلية إلى جنوب إيطاليا لتصل إلى الأبنية الدينية في بيزا. ومن جهته، لجأ الفن المُدَجَّن وريث الفن الإسلامي في اسبانيا إلى هذه الكوّات لزخرفة الأبنية المتناغمة: كنيسة Santiago del Arrabal de Toldeo (1245-1247) وكنيسة Santiago de Talavera (القرن الرابع عشر) وبرج القديس لورنزو ساهاغون (القرن الثالث عشر – القرن السادس عشر).

ثمة برجان على زاويتَي الواجهة، استُخدِما كخزانَين للماء وربّما للنداء بالأذان. فعلى غرار أوائل الجوامع والمساجد الفاطمية[7]، ليس لجامعنا مآذن.

مخطط الجامع الكبير الحالي مماثل لمخططه في القرن العاشر. وهو يتخذ شكلاً مستطيلاً، ويتألّف من قاعة للصلاة طويلة يسبقها فناء محاط بأربعة أروقة. وحده الرواق الشمالي أصلي، وهو يتكوّن من دعامات من حجر منحوت تسند أقواساً مكسورة متجاوزة تعتليها قبابٌ متصالبةُ الروافد. أما الأروقة الثلاثة الأخرى فقد بُنيَت خلال حملات الترميم بين سنتي 1961 و 1965. وكان في منتصف الفناء، وفقاً للحفريات التي أُجريَت خلال الستينات، ممرٌّ فريد من نوعه في العمارة الدينية التونسية. وكان هذا الممر مسقوفاً بقباب متصالبة الروافد مستندة على دعامات ذات أقواس، وقد وصل بين المدخل وقاعة الصلاة. هذا وتنقسم قاعة الصلاة إلى ثلاثة أساكيب متوازية مع جدار القبلة وتسعة بلاطات. وسقفها عبارة عن أقواس مكسورة متجاوزة مستندة على أعمدة مزدَوجة.

أما الجناح المحوري الذي يتميّز بأعمدته الرباعية، فيرسم مع الجدار القبلي شكل حرف T الذي يذكّرنا بمخطط جامع القيروان الكبير (836). وقد تم اللجوء لاحقاً إلى هذا الترتيب في العمارة الدينية الفاطمية في القاهرة. وتقاطعُ هذين الدربَين تعتليه قبّةٌ تحتوي المحراب ذا الطراز الزيري. وقد حُفرت في المحراب أخاديد نصف دائرية تعتليها أصداف. أما القبة النصفية في أعلاه فترتكز على قوس بشكل حدوة الفرس يستند إلى عمودَين جانبيَين.

التاريخ

تمّ بناء الجامع على أرض خارجة عن محورها ولكنّها رُدمت ورُفعت فوق مستوى البحر، كما أدخلت على البناية عدّة تعديلات في العهد الزيري بعد سقوط جدار القبلة، وأجريت أعمال أخرى خلال العهد

العثماني، في القرن 11 هجري/ 17 ميلادي.

وقد أعيد تشييد الجامع بين عامي 1961- 1968،بامر من الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة .  باستثناء الكنّة والرواق الشمالي اللذين يشكلان حاليا الأجزاء الأصلية المتبقية.

مخطط الجامع الكبير الحالي مماثل لمخططه في القرن العاشر. وهو يتخذ شكلاً مستطيلاً، ويتألّف من قاعة للصلاة طويلة يسبقها فناء محاط بأربعة أروقة. وحده الرواق الشمالي أصلي، وهو يتكوّن من دعامات من حجر منحوت تسند أقواساً مكسورة متجاوزة تعتليها قبابٌ متصالبةُ الروافد. أما الأروقة الثلاثة الأخرى فقد بُنيَت خلال حملات الترميم بين سنتي 1961 و 1965. وكان في منتصف الفناء، وفقاً للحفريات التي أُجريَت خلال الستينات، ممرٌّ فريد من نوعه في العمارة الدينية التونسية. وكان هذا الممر مسقوفاً بقباب متصالبة الروافد مستندة على دعامات ذات أقواس، وقد وصل بين المدخل وقاعة الصلاة. هذا وتنقسم قاعة الصلاة إلى ثلاثة أساكيب متوازية مع جدار القبلة وتسعة بلاطات. وسقفها عبارة عن أقواس مكسورة متجاوزة مستندة على أعمدة مزدَوجة.

طريقة تأريخ المبنى

المصادر التاريخية، مثل ابن عذاري (القرن 7 هجري / 13 ميلادي)، وكذلك المصادر الجغرافيّة، مثل البكري (5 هجري / 11 ميلادي)، تنسب جامع المهديّة إلى الخليفة الفاطمي المهدي. ونرى من جانب آخر أنّ الأروقة الشماليّة والمحراب القديم يعودان إلى العهد الزيري وخاصة عند المقارنة مع أبنية معاصرة ، مثل الجامع الكبير في صفاقس ومحراب الجامع الكبير في المنستير.

تثمين الجامعي الفاطمي بالمهدية  ( الجامع الكبير)  بالانارة والاضاءة لاول مرة في  تاريخ الجامع منذ تاسيسه عند قيام الدرولة الفاطمية وعاصمتها المهدية في القرن العاشر…

حبا في رسول الله…

وحب رسول الله يجمعنا جميعا…

يوم 7 اكتوبر 2022

تحت اشراف السيد والي المهدية عبد الفتاح شقشوق وبحضور السادة المعتمد الاول والسيدة معتمدة المهدية والسيد المدير الجهوي للشؤون الدينية و ممثلي السلط الجهوية والمحلية والجمعيات واعضاء جمعية الجامع الكبير واعضاء رابطة القران الكريم بالمهدية

تم اعطاء اشارة اضاءة و انارة و تثمين الجامع الكبير الجامع الفاطمي بالاضواء لاول مرة في التاريخ منذ تاسيس الجامع لاكثر من 1100 سنة والذي به اجزاء مازالت تشهد على عراقة هذا المعلم الديني الفاطمي….

وهنا ننادي بضرورة تبني مشروع انارة و اضاءة بصفة دائمة للجامع الكبير وسنعمل باذن الله بالتعاون مع المصالح المعنية للدفاع عن هذا المعلم الذي تنقصه كثير من العناية نظرا للامكانيات المحدودة ومع الشكر للادراة الجهوية للشؤون الدينية على ما تقوم به للعناية بهذا المعلم…

المهدية تحتفل بذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه افضل والصلاة وازكى السلام…

جمعية الاصالة للسياحة الثقافية والتراث وبالشراكة مع بلدية المهدية والمندوبية الحهوية للشؤون الثقافية والادارة الجهوية للشؤون الدينية وجمعية الجامع الكبير ومعهد التراث ووكالة احياء التراث والتنمية الثقافية نعمل على المساهمة في تثمين المعالم الدينية والتاريخية واضاءة الجامع الكبير كمعلم ديني ..

شكرا لكل من ساهم في انجاح هذا البرنامج…

* تحية شكرا لكل من ساهم وخاصة عقارية باب زويلة وتحية

الى فريق مهدية للاضواء…شكرا سي وسام وسي محمد بفون وبقية الفريق

*

تصوير استوديو محمد بن نائلة …

المعالم الاثرية بمدينة المهدية

 

 

 

المهدية  مدينة ساحلية تونسية ومقر لولاية المهدية. المهدية (مهدية) هي مدينة ساحلية تقع 205 كلم جنوب تونس العاصمة.

محتويات

تاريخ المدينة[]

تعتبر مدينة المهدية ثاني عواصم الخلافة بإفريقية ولئن عرفت فترات تاريخية متعاقبة منذ القدم فإن الغموض يكتنف تاريخ هذه المدينة قبل العهد الفاطمي رغم تنوع الآثار الموجودة بالجهة من ناحية البرّ والبحر والتي تشير إلى وجود تجمع سكني بالمنطقة منذ الفترة البونية.

وقد امتدت الحقبة التاريخية التي ميزت المدينة منذ تأسيس الفاطميين لها وجعلها عاصمة للخلافة الفاطمية سنة 308هـ./920م، حيث اتخذها الخليفة الأولعبيد الله الفاطمي عاصمة و ذلك لموقعها الجغرافي المميز فهي تطل على البحر من ثلاث جهات جعلت من المدينة حصنا منيعا قادرا على التصدي للغزوات الخارجية وجعلتها مركزا تجاريا هاما بحوض البحر الأبيض المتوسط.

يقول المؤرخ حسن حسني عبد الوهاب عن المهدية في كتابه خلاصة تاريخ تونس[5][6]”المهدية مدينة جليل قدرها، شهير في قواعد الإسلام ذكرها، وهي من بناء عبيد الله المهدي أول خلفاء العبيديين و إليه تنتسب، وكان ابتداء بنائه لها سنة 303هـ/ 915م وجعلها دار مملكته. وأول ما ابتنى منها سورها الغربي الذي فيه أبوابها، ثم أمر بحفر مرسى المدينة، وكان حجرا صلدا، فنقره نقرا وجعله حصنا لمراكبه الحربية، وأقام على فم هذا المرسى سلسلة من حديد رفع أحد طرفيها عند دخول السفن ثم تعاد كما كانت، تحصينا للمرسى من دخول مراكب الروم وابتنى ” دار الصناعة” وهي من عجائب الدنيا، ثم شرع في حفر الأهراء بداخل المدينة، وبنى الجباب والمصانع، واختزن الأهراء بالطعام، وملا الجباب (جمع جب) بالماء. وكان اتساع المهدية في أول بناءها من الجوف إلى القبلة قدر غلوة سهم، فاستصغرها المهدي عند ذلك، فردم من البحر مقدارها وادخله في المدينة فاتسعت، والجامع الأعظم الآن والدار المعروفة في القديم بدار المحاسبات من ما من البحر. وابتنى لسائر الناس مدينة أخرى تسمى زويلة وهي إحدى المهديتين وبينهما قدر غلوة سهم، وجعل الأسواق والفنادق فيها، وادار بها خندق متسعة تجتمع بها الأمطار، فكانت كالربض لمدينة المهدية. وكان بخارجها الحمى المعروفة بحمى زويلة، وكان كله جنات وبساتين بسائر الثمار وأنواع الفاكهة »

بعد خروج المعز لدين الله الخليفة الفاطمي إلى مصر سنة 360هـ./970م، وتأسيس مدينة القاهرة حكم الصنهاجيين إفريقية ولكنهم تألبوا فيما بعد علىالفاطميين فانتقم هؤلاء منهم وأرسلوا إليهم القبائل الهلالية التي ساهمت في نشر قدر كبير من الفوضى، ومنذ ذلك التاريخ توالت الحملات ضد المدينة من الأساطيل الأوروبية وخاصة الإسبانية حيث تراوحت حال المدينة بين السقوط والاسترداد وقد انتهى كل ذلك بتدميرها وحرقها من طرف الإسبان في 1555م. وقد فقدت بذلك أهميتها كعاصمة إلى أن قامت العناصر التركية بإعادة اعمارها من جديد حيث أعطتها طابعا جديدا تحولت بموجبه إلى مدينة نشطة يتعايش فيها المسلمون والمسيحيون واليهود ويرتكز اقتصادها على قطاعات متعدّدة.

وفي فترة الحماية الفرنسية للبلاد التونسية ساهمت المهدية في الحركة الوطنية التونسية والكفاح وأنجبت ثلة من المناضلين وشاركت في فترة الاستقلال في بناء تونس الحديثة، وعرفت فيما بعد نقلة نوعية على جميع المستويات جعلت من المدينة قبلة الزوار من الداخل والخارج وجعلتها من أجمل مدن المتوسط.

الموقع الجغرافي[عدل المصدر]

تقع مدينة المهدية (ويطلق عليها المدينة ذات الهلالين) على الساحل الشرقي بوسط الجمهورية التونسية وهي عبارة عن برزخ ممتد داخل البحر (شبه جزيرة) يحيط بها البحر من ثلاث جهات وهي ذات مناخ معتدل تؤثر فيها التيارات الهوائية للحوض المتوسط وتبعد عن العاصمة 200 كلم

إن انتماء المهدية إلى الساحل يجعلها تحت تأثير المناخ المتوسطي المعتدل المتميز بنسبة من الرطوبة. وتساهم الرياح البحرية والشمالية والشمالية الشرقية في تعديل درجات الحرارة صيفا وشتاء، وتبلغ نسبة التساقطات على الشريط الساحلي 300مم لتصل في بعض الأحيان إلى 400مم ، ما يساهم في انتشار غطاء نباتي متنوع

المناخ الثقافي[]

قصبة المهدية أو البرج الكبير شيدته الدولة العثمانية

مثل المدينة العتيقة بالمهدية عاملا من عوامل تطور السياحة بالمنطقة وذلك لثراء مخزونها التراثي والتاريخي والثقافي، هذا إلى جانب اختلاف الأنشطة بهذه المدينة ومدى مواكبتها للتنمية التي تشهدها المهدية في مختلف مراحلها، ومساهمتها في استقطاب الوافدين على المدينة باعتبارها مسلكا سياحيا فريدا من نوعه. فثراء المعالم الأثرية دليل على تعاقب الحضارات بالمدينة وتنوعها مما دفع بالبلدية إلى دعم مجهودات ترميم الآثار وصيانتها، كما تتميز المدينة العتيقة بطابع معماري مميز من حيث تنوع أشكال المعمار التقليدي ويرجع السبب في ذلك إلى اختلاف الوافدين قديما من مختلف الأصقاع.

كما يوجد فيها الجامع الكبير والقصبة التي تم بناءها أواخر القرن السادس عشر. وبين الجامع والقصبة آثاررومانية قديمة كثيرة.

تسير طريق جنوب المهدية عبر مزارع كثيرة يتم ريّها بواسطة الدلو الذي تقوم الحيوانات بتشغيله واستخراج المياه من الآبار الكثيرة الموجودة في المنطقة، وهي عادة للري معروفة ومنتشرة في كل أنحاء المغرب، حتى تصل الطريق إلى قصور الساف بمسافة 12 كلم جنوب المهدية، وهي مدينة صغيرة. يتفرع شارع إلى الشرق ناحية الجم،

وتستمر الطريق بمحاذات الساحل إلى شِبّه فوق الشاطئ الذي ينتهي داخل البحر ب (رأس قبودية) مع وجود ميناء صغير فيه، وبرج قديم من العصور الوسطى. ثم تتابع الطريق عبر التلال الخضراء حول جبنيانه حتى تصل جنوبا إلى مدينة صفاقس.

تتميز المهدية بأنها مركز نشط لصيادي الأسماك، لذا أنشأت فيها صناعة تعليب السمك، بالإضافة إلى الأعمال اليدوية والحرفية التقليدية.

سوق علي بابا تتحوّل بوابة السقيفة الكحلة إلى سوق علي بابا، الشبيه بذلك الذي ورد في قصص ألف ليلة وليلة. وأثناء السوق الأسبوعية التي تقام يوم الجمعة في المدينة، يعرض النساء اللّواتي يشتغلن بالحياكة والتطريز والنسيج، منتجاتهنّ من الملابس التقليديّة الغاية في الجمال، ومنسوجاتهن المصنوعة من الحرير المذّهب، ومصوغاتهن التقليدية ذات التصاميم المتنوعة. وتمثل زيارة هذه السوق فرصة للإطّلاع على هذه الصناعات التقليديّة النسويّة، التي تمثّل إحدى العلامات المميّزة للصناعات التقليديّة التونسيّة. ويحتل التزيين الداخلي للمنازل التونسية مكاناً بارزاً في المهديّة بشكل خاص، حيث تصبح تحفة حقيقية، ويبدو ذلك واضحاً في منازل الأثرياء، خصوصاً في نهج الحمزوات الذي به العديد من المنازل الجميلة المبنيّة في أوائل القرن العشرين الميلادي من قبل أفراد عائلة واحدة. وتتميز المهديّة بذلك البهاء التقليدي المميّز للمدن البحريّة، فهي تضم ميناء صيد بحري يعد أحد أهم الموانيء في تونس، ويختصّ بصيد سمك الساردين بالاعتماد على الأضواء ليلاً، ممّا يجعل ليالي الصيف في هذا المدينة تتحوّل عند مغادرة سفن الصيد باتجاه البحر، إلى مناسبات فرح جميلة، حيث ينار الميناء والبحر بآلاف المصابيح، ويصبح شاطيء المدينة محل حركة كبيرة عند خيوط الفجر الأولى في أيّام فصل الصيف، ويخترق جنباته صراخ باعة السمك، ووصول مئات الصناديق من سمك الساردين والأنشوّجة، التي تم صيدها في أعالي البحار.

أهم المواقع الأثرية والتاريخية[]

باب الفتوح أو باب زويلة أو « السقيفة الكحلة » كما تسمى حاليا: يعود بناء هذا المعلم إلى أوائل القرن الرابع هجري (303 هـ 308 هـ) الموافق لأوائل القرن العاشر ميلادي (916 م – 921 م) وهو يمثل البرج الرئيسي للسور البري لمدينة المهدية، كما كان يمثل المدخل الوحيد للمدينة برا. يتكون باب زويلة من برج يبلغ علوه 18.50 م في حين يبلغ عرضه حوالي 21 م وعمقه 12.70 م وكذلك من ممر مغطى يؤدي مباشرة إلى الأسواق، يبلغ طوله 33 م وعرضه حوالي 5.10 م. منذ أوائل القرن العاشر حتى أواسط القرن السادس عشر كان الممر يحتوي على ستة أبواب حديدية. أدخلت على هذا المعلم العديد من التحويرات بعد هدم الأسوار من قبل الإسبان سنة 1555، آخر هذه التحويرات سنة1311 هـ الموافق لسنة 1893 م.

قصر القائم بأمر الله[]

بناه عبيد الله المهدي في أوائل القرن العاشر لإبنه وخليفته القائم بأمر الله، وتواصل استعماله كقصر من قبل الأمراء الزيريين، وقد وقع هدمه واستعمال حجارته بعد الاحتلال الإسباني للمدينة (أواسط القرن السادس عشر). مكنت الحفريات الجارية بهذا المعلم من اكتشاف فسيفساء تفوق مساحتها 60 م2 ومن الأرجح أنها كانت تزين أرضية القاعة الكبرى للقصر.

الجامع الكبير[]

الجامع الكبير للمدينة

تزامن بناء هذا الجامع مع تأسيس المدينة في أوائل القرن العاشر ميلادي (أوائل القرن الرابع هجري)، وكان يعتبر الجامع الرئيسي المخصص للخليفة ولحاشيته. طرأت عليه عديد التغييرات خاصة في أواسط القرن السادس عشر ميلادي حيث حوله الإسبان إلى كنيسة ومقبرة لقواد الجيش. وقع تجديده سنة 1962 مع احترام مساحته الأصلية والإبقاء على واجهته الرئيسية ومدخله الذي يشبه قوس النصر الروماني. ومن خصائصه انه لا يحتوي على مئذنة.

مصنع السفن (أو دار البحر)[]

هو ثاني مصنع للسفن أحدث بالمهدية الفاطمية، أسسه المعز لدين الله الفاطمي، كان يحتوي على مراسي سفن ومخازن مغطاة. تواصل اشتغال هذا المصنع إلى العهد الحفصي حيث كان يعتبر خلال القرن السادس عشر ميلادي من أهم المصانع إلى جانب مصنعي تونس وبجاية.

الميناء القديم[ع]

يحتل هذا الميناء منخفضا يفصل بين مرتفع سيدي جابر ومرتفع البرج الكبير، على الساحل الجنوبي الشرقي لشبه جزيرة المهدية، فهو يوجد إذن في موقع محمي من الرياح الشمالية الغربية ويفتح على مياه عميقة. أثبتت البحوث الحديثة أن هذا الميناء المنقور في الحجارة يعود إلى العهد البوني وتواصل استعماله كمرسى للسفن التجارية والحربية إلى العهد العثماني (اواسط القرن 18 ميلادي). تبلغ مساحة هذا الميناء المستطيل الشكل 8250 م2، في حين يفوق عمقه الأصلي 10 أمتار وبإمكانه احتواء 30 مركبا. لا تزال آثار الأسوار المحيطة به وا البرجان اللذان يحرسان مدخله بارزة.

البرج العثماني[]

وقع بناءه في أواخر القرن السادس عشر ميلادي من قبل الأتراك العثمانيين عندما استقروا نهائيا بالمهدية. ومن الأرجح أنه بني على أنقاض قصر عبيد الله المهدي، وهو برج عسكري مخصص لاحتواء الحامية الإنكشارية.

جامع الحاج مصطفى حمزة[]

بني هذا الجامع على نفقة الحاج مصطفى حمزة سنة 1772. وقد شهد هذا المعلم عمليات توسيع وترميم عديدة خاصة في القرن العشرين. ويعتبر هذا الجامع من أهم المعالم الدينية الموجودة بمدينة المهدية نظرا لأنه يضم كل المقاييس المعمارية المميزة للمسجد الجامع في الفترة العثمانية.

المدينة العتيقة[]

تمثل المدينة العتيقة بالمهدية عاملا من عوامل تركز السياحة وتطورها بالمنطقة وذلك لثراء مخزونها التراثي والتاريخي والثقافي، هذا إلى جانب اختلاف الأنشطة بهذه المدينة ومدى مواكبتها للتنمية التي تشهدها المهدية في مختلف مراحلها، ومساهمتها في استقطاب الوافدين للمدينة باعتبارها مسلكا سياحيا فريدا من نوعه.

فثراء المعالم الأثرية دليل على تعاقب الحضارات بالمدينة وتنوعها مما دفع بالبلدية إلى دعم مجهودات ترميم الآثار وصيانتها، كما تتميز المدينة العتيقة بطابع معماري مميز من حيث تنوع أشكال المعمار التقليدي ويرجع السبب في ذلك إلى اختلاف الوافدين قديما من مختلف الأصقاع، وتسعى البلدية جاهدة للحفاظ على الطابع المعماري التقليدي وذلك من خلال:

  • التنسيق مع المعهد الوطني للتراث عند إسناد رخص البناء بالمدينة العتيقة.

  • اعتماد كراس شروط خصوصي لصيانة المدينة العتيقة.

  • إبراز دور « البيت المخبر » من حيث كيفية البناء وإعادة البناء وتكوين البنائين أصيلي الجهة

ويندرج هذا المشروع في إطار شبكة عالمية للمدن التاريخية الساحلية تحت إشراف منظمة اليونسكو وذلك حفاظا على الطابع المعماري التقليدي للمدينة العتيقة ومقاومة البناء الفوضوي.

  • المساهمة في تهيئة المنطقة بالتنسيق مع صندوق حماية وتهيئة المناطق السياحية من تعبيد الأنهج وتبليط الأزقة وتركيز التنوير التجميلي والتنوير العمومي…

إن المتأمل في المدينة العتيقة يلاحظ نوعا خاصا من التقسيم الحضري فهي شبه جزيرة تتوسطها الأحياء السكنية التي تستغل قرابة 45 % من المساحة الجملية للمدينة. ويربط التجمعات السكنية والمدينة الحديثة الحي التجاري أو ما يطلق عليه السوق العربي ويتسع ل : 35 % من المساحة أما المنطقة الثالثة المتبقية فهي المقبرة البحرية ومساحتها 20 % علما وأن المساحة الجملية للمدينة العتيقة تفوق الكلم مربع.

يقطن التجمعات السكنية قرابة 5500 ساكن تختلف أنشطتهم بين صيادين وفلاحين وموظفين (800 صياد- 1000 موظف…) وأهم نشاط في المدينة هو نشاط الصيد البحري من حيث عدد المشتغلين في هذا القطاع وارتباط هذا النشاط بالحياة اليومية لكافة متساكني المنطقة إذ هو مورد الرزق الأوحد لعدد كبير من العائلات.

أما بالنسبة للمنطقة التجارية فهي تضم 305 محل تجاري ومهني وخدماتي مقسمة كالآتي: نوع النشاط العدد النسبة

  • محلات تجارية 172 56%

  • محلات مهنية 84 27%

  • محلات خدماتية 49 17%

هذا إضافة إلى 5 مؤسسات إدارية وتعليمية واقتصادية عامة وتمثل عدد المحلات التي تتعاطى أنشطة للصناعات التقليدية 91 محلا أي بنسبة تقارب الـ 30 % من النشاط وتشمل خاصة صناعة المصوغ ونسيج الحرير.

ولمزيد تنشيط المدينة وخاصة الأحياء التجارية تجتهد البلدية بالتنسيق مع صندوق حماية وتهيئة المناطق السياحية على تهيئة هذه الأحياء إلى جانب حث أصحاب المحلات على تحسين واجهات محلاتهم والتعريف بالطابع المعماري التقليدي للمدينة العتيقة

كما تضم هذه المنطقة السوق المركزي و »سوق التركي » للصناعات التقليدية و »دار الهمة » للتعريف باللباس التقليدي ونقابة التوجيه السياحي و »دار الحرفي » إلى جانب تواجد المناطق الخضراء بساحة القاضي النعمانوساحة البيئة ومنطقة رأس إفريقيا (وراء المنارة البحرية).

وما يميز المنطقة التجارية كثافة المرافق الخدماتية والسياحية من مقاهي وآثار فهي إضافة إلى المعالم الأثرية للعهد الفاطمي (الجامع الكبير والسقيفة الكحلاء) أو العثماني (البرج الكبير) تتواجد المعالم الدينية الأخرى من جوامع وزوايا وكتاتيب ومدرسة قرآنية إلى جانب مقام الأولياء الصالحين التي توليها البلدية عناية فائقة من حيث الترميم والتعهد

والصيانة والتجميل باعتبار هذه المعالم إرثا

قديما

 

 

 

 

 

 

 

 

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *