المعالم الاثرية بمنطقة الجم
الجمّ، هي مدينة تونسية تقع في جهة الساحل وتتبع إداريا ولاية المهدية.
ومن المعروف عن هذه المدينة: – التجارة – زيت الزيتون – إنتاج الملابس الجاهزة والجلود – إنتاج الفسيفساء. تشهد حركية عالية، وتساهم بشكل كبير في إنعاش الاقتصاد التونسي.
التاريخ[]
مركز عمراني بونيقي سابق يحمل الاسم الفينيقي صُر tzor وهو نفس اسم مدينة صور اللبنانية tyrus tyros وهي كلمة مركبة من حرفين فينيقيين صاد tsade ورش resh وهي تعني نوع من حجر الصوان ربما أطلق الاسم في البداية على المنطقة لتواجد هذا النوع من الصخور بها وهذه الكلمة تحمل نفس المعنى في اللغة العبرية عند قدوم الرومان استعملوا الاسم اللاتيني المرادف للحروف البونيقية ليصبح اسم المدينة هو تيسدروس tysdrus أثناء العهد الروماني وقد كانت تابعة لمقاطعة بيزاسان. سنة 238 شهدت البلدة اضطرابات أصبح إثرها حاكم مقاطعة أفريكا غورديان إمبراطورا. عرفت البلدة باسم قصر الكاهنة في أول العصر الإسلامي كما ذكر إبن خلدون وذلك لتحصن الكاهنة البربرية بالمسرح الروماني الذي يتوسط المدينة والذي تحول لحصن عسكري. لم تعرف المدينة الاسم الحالي لها إلا مع بداية القرن الثامن ميلادي عندما أطلق عليها الفاتحون العرب اسم الأجم وهي كلمة تعني الحصن أو القصر . حسب خصوصيات اللهجة التونسية تحول الاسم من الأجم إلى الجّم.
قَصْر الجَمّ أو مَسْرَح الجَمّ، اسمه الروماني كُولُوسِّيُومْ تِيسْدْرُوسْ Colosseum Thysdrus، واسمه في بعض الكتابات العربية القديمة قصر الكاهنة، وهو مسرح أثري يقع بمدينة الجمّ (تِيسْدْرُوسْ Thysdrus في العهد الروماني) في ولاية المهدية في تونس. أدرج سنة 1979 على لائحة مواقع التراث العالمي من طرف اليونسكو.[1]
تاريخ المسرح
يرجع إنشاؤه إلى العهد الروماني، حيث بنى سكان مدينة تِيسْدْرُوسْ (الجم حاليا) الأثرياء (منتجو زيت الزيتون) مسرحا لهم (إذ كان لرومانيّي المدينة مسرح آخر يتسع لـ 2000 شخص، لم يبق من آثاره إلا القليل قرب مدينة الجم حاليا) سنة 238 م، في عهد حاكم مقاطعة أفريكا غورديان الأول (حوالي 159 م – 238 م) Marcus Antonius Gordianus Sempronianus Romanus Africanus، وهو الذي صار إمبراطورا رومانيًّا في منتصف نفس السنة، وحكم لمدة 36 يوما قبل أن ينتحر في منزله بقرطاج إثر هجوم جيش نوميديا، وهي المقاطعة الرومانية المجاورة، على مقاطعة أفريكا لاسترجاع الحكم.
أثناء الفتح الإسلامي لإفريقية في أوائل القرن الثامن ميلادي، احتمت به الملكة البربرية ضَمْيَا الملقبة بالكاهنة مع جيشها لمدة أربع سنوات إثر هزيمتها في المعركة الثانية أمام حسان بن النعمان الغساني، وهو الذي طلب الإمداد من عبد العزيز بن مروان إثر هزيمته في المعركة الأولى، لذلك سمي قصر الجم، في بعض الكتابات العربية القديمة، قصر الكاهنة.[2][3]
وفي عام 1695 م، ثار السكان على محمد الثاني، باي تونس المرادي آنذاك، وتحصنوا بقصر الجم. فبعد أن أخمد ثورتهم، أمر الباي بهدم الجانب الغربي للقصر، حتى لا يتحصن فيه غيرهم مستقبَلاً (في ذلك العصر).[3]
رابع أكبر المسارح الرومانية في العالم
يمثل قصر الجم رابع أكبر مسرح روماني في العالم، بعد كولوسيوم روما و مسرح كابوا و مسرح بُوتِسْوُولِي، وهو على حالة جيدة مقارنة بكولوسيوم روما تبلغ أبعاده الخارجية 148 م * 122 م، وأبعاد حلبته 65 م * 39 م، وهو كان يتسع لـ 35.000 متفرج.[4] يقع تحت حلبته رِوَاقَان يصلهما الضوء من الفتحة الوسطى في الحلبة. كما كانت هناك فتحتان من جانبي الحلبة لرفع الوحوش (من أُسُود ونحوها) والمصارعين (من أسرى الحرب والمتجالدين)، حيث كان الوحوش والمصارعون يُأسَرُون في غُرَف تحت الحلبة. أقيمت في مسرح الجم، في العهد الروماني، مصارعات الوحوش ومعارك المصارعين وسباقات العربات، حيث كان الشعب و النبلاء الرومانيون يجلسون لمشاهدة تلك الاستعراضات.[2]
صار قصر الجم، حاليا، ركحا لأشهر الفنانين والموسيقيين العالميين، إذ تقام فيه سنويا مهرجانات و حفلات لأهم الفرق العالمية، خاصة منها السمفونيات وفرق موسيقى الجاز.
في مدينة كانت تسمى في العصور القديمة « يسْدْرُوسْ »، وتسمى حاليًّا « المهدية » في الساحل التونسي، يقف المسرح الروماني العظيم المشهور بقصر الجم أو مدرج الجمّ كما يحلوا للبعض أن يطلقوا عليه، شامخًا رغم عاديات الإنسان والطبيعة.
تاريخ طويل
ترجح أغلب الروايات عن تشييده أن الإمبراطور الروماني غورديان الثاني الذي قاد انتفاضة على إمبراطور روما في ذلك العصر هو من أمر ببناء المسرح سنة 238 ميلاديًا، ليكون مسرحًا رومانيًا عظيمًا يضاهي في العظمة والمساحة نظيره في عاصمة الإمبراطورية في روما، ويتجاوزه جمالًا وروعة، وأطلق عليه اسم « كُولُوسِّيُومْ تِيسْدْرُوسْ ».
في أثناء بنائه عالج المصممون كل الأخطاء الهندسية التي وقعت في بناء المدرج الروماني السابق في روما، الأمر الذي يفسّر بقاء مسرح الجم في نظر علماء الآثار والتاريخ إبداعًا معماريًا وفنيًا من الطراز الأول، يشهد بالرقي لمدينة تِيسْدْرُوسْ (الجم) الرومانية.
رغم مرور أكثر من 1800 سنة على بنائه، ما زال هذا المسرح الذي يعتبر بمثابة التحفة الرومانية فوق أرض تونس، على صورته الأولى بنسبة كبيرة جدًا
ويعتبر هذا المسرح الذي شكّل على مدى العصور ومنذ بداية العهد الروماني مسرحًا لأحداث تاريخية عظيمة، إذ حصلت فيه العديد من الأحداث التي شكّلت منعطفات في التاريخ الإنساني، واحدٌ من أعظم الآثار الرومانية في العالم، ولعراقته وتاريخه الكبير وجماله الفريد أُدرج هذا المسرح الروماني سنة 1979 على لائحة مواقع التراث العالمي من طرف اليونسكو، ليضاف بذلك إلى المواقع الأعرق والأجمل في العالم التي تديرها منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم « اليونسكو ».
إضافة إلى اسم « مسرح الجمّ » سمي هذا المسرح الروماني أيضًا في بعض الكتابات العربية القديمة باسم « قصر الكاهنة »، ذلك أنه في أثناء الفتح الإسلامي لإفريقية (تونس) في أوائل القرن الثامن الميلادي، احتمت به الملكة البربرية « ضميا » الملقبة بـ »الكاهنة » مع جيشها لمدة أربع سنوات إثر هزيمتها في المعركة الثانية أمام حسان بن النعمان الغساني، وهو الذي طلب الإمداد من عبد العزيز بن مروان إثر هزيمته في المعركة الأولى، لذلك سمي قصر الجم.
رغم مرور أكثر من 1800 سنة على بنائه، ما زال هذا المسرح الذي يعتبر بمثابة التحفة الرومانية فوق أرض تونس، على صورته الأولى بنسبة كبيرة جدًا، لولا بعض الأحداث التي دفعت إلى هدم بعض أجزائه، حين استخدم المدرج حصنًا للاحتماء به، فعندما ثار السكان على محمد الثاني، باي تونس المرادي آنذاك (سنة 1695)، وتحصنوا بالمسرح وبعد أن أخمد ثورتهم، أمر الباي بهدم الجانب الغربي للقصر، حتى لا يتحصن فيه غيرهم مستقبَلًا.
هندسة معمارية فريدة
تبلغ مساحة القصر ذي الواجهة الرومانية المرتفعة، 148 مترًا في 122 مترًا، أما أبعاد الحلبة فتبلغ 65 مترًا في 39 مترًا، وتتسع مدارجه لقرابة 35 ألف متفرج، ويقع تحت حلبته رواقان يصلهما الضوء من الفتحة الوسطى للحلبة إضافة إلى فتحتين من جانبي الحلبة كانت تستخدم لرفع الوحوش من أسود ونمور والمصارعين من أسرى الحرب، حيث كان المصارعون والوحوش يؤسرون في غرف تحت الحلبة ليتم إطلاقهم في الأعياد والمناسبات الضخمة التي تشهد إقبالاً جماهريًا ضخمًا من الشعب والنبلاء الذين يجلسون في المدارج لمشاهدة مصارعات الوحوش ومعارك المصارعين من أسرى الحروب وسباقات العربات.
يحتوي هذا المسرح الروماني الفريد من نوعه في وقتنا الحاليّ، على العديد من القطع الأثرية النادرة في العالم